إطلالة على حسن الخلق..
صفحة 1 من اصل 1
إطلالة على حسن الخلق..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تتفاضل الزُّهور بِرائحة العطر، ويَتفاضل الشُّعراء باتِّساع الخيال وحُسْن توْظيف الأبجديَّة، ويتفاضل العُلماء بالإخْلاص، وتتفاضل الغِيد بالحُسن والحسَب والدِّين، ويتفاضَل الرِّجال بِمكارم الأخْلاق.
وإنَّ أشدَّ ما يؤثِّر في النَّاس ويستحْوِذ على إعجابهم جَمال الخلُق، الذي يزين الإنسان بتيجان المهابة، وروْعة السَّمت الرَّائق.
يَرفع حسن الخلق أناسًا ليْسوا من أهل الثَّراء والحسب، ويَضع سوءُ الخلُق آخرين يتقلَّبون في النَّعيم، وينحدِرون من أنبل وأشْرَف الأصول.
إنَّ تأثير الكلِمة الطَّيِّبة، والبسْمة الصَّافية، واللِّقاء المفْعَم بالرُّوحانيَّة - أبْلغ في قُلوب النَّاس من خُطب السلاطين الرنَّانة، ومن ولائم المتْرفين العامرة، ومن مجامَلات الزُّعماء.
جُبِلَت النفوس على الخير فلا تتقبَّل غيره، وطبِعَتْ على المحبَّة والبساطة فلا تأْلَفُ سواهُما.
إنَّ حُسن الخلق فيضٌ ربَّاني يَملأ الخالق به نفوسَ الأصفياء، ونفحة علويَّة يهَبُها لِمن يحب من خلقِه.
يزيِّن الناس مجالسَهم بأحادِيث أهل الخلق الحسن، ويتناقلون مواقفَهم الرَّائدة كما تتناقل النسمات الرقيقة شذا الورْد.
تكْتسي الدنيا بالرَّوعة من إشراقات نفوسهم، وتصفِّق السحب فرِحة بمرآهم فتجود بالغيث النَّافع.
يعزِفون ألحان النُّبْل على أوتار الخير، فتشدو عصافير المحبَّة وتتراقص بين يدي الخمائل، كما تتراقص الأشرِعة بين يدي المراكب التي تقلُّ القلوب المشتاقة.
طابَ لهم علوُّ نفوسهم التي تتربَّع فوق الجوزاء، فتنافس القمر بالسطوع، والشَّمس بالدفء، والبحر بالعطاء.
إنَّ ما يَملكونه لهو أنفَس من الياقوت والألماس، كيف لا يكون نفيسًا وهو غذاء للروح الَّتي هي جوهر الحياة، وغذاء للوجدان الَّذي هو أرَج النفس؟!
إنَّه لنفيسٌ حقًّا لأنَّه بلسم يشفي بإذن الله، ووشيجة تؤلِّف بين القلوب، وشجرة تنشر الفيء لتظلَّ العابرين.
ما أرْوع أن نقِفَ في الطَّريق المزدحم ليمرَّ كبار السن، ونتأخَّر خطوة ليسبقنا الآخرون، ونبادر إخوانَنا بالبسْمة والسَّلام!
ما أجْمل أن نحبَّ النَّاس ونحترمهم، نُعْطيهم بدل أن نأخُذ منهم، نُبادرُهم بالزِّيارة بدل أن ننتظِر زيارتهم، نكتُب على الرمل زلاَّتِهم، ونحفِر فوقَ الصَّخر محاسنِهم، نفعَل أشياء تدخل السُّرور على قلوبِهم، ونكتُب سطورًا تعلِّمهم، وننظم أشْعارًا ترتقي بذوْقِهم اللغوي!
إنَّ حاجة الإنسان لحُسْن الخلق كحاجة الطَّير الحبيس للأفُق، وحاجة الأرْض للمطر، وحاجة الطِّفْل للأم.
يزْهو المجتمع بِحُسن الخلق ويقْوى ويتماسك، ويَبني لنفسِه مجدًا ومهابةً بين المجتمعات الأُخْرى.
أدْرك هؤلاء الرَّائعون أنَّ أعمارهم شجرةٌ في خَميلة الحياة فغرسوها في أخْصب تربة، وفهِموا أنَّها رسالة فصاغوها من أرقِّ البيان وأجمل الكلم، وعلموا أنَّها بيت فشادوه من لبنات الإخلاص وفرشوه ببسط المحبَّة وزينوه بالمعرفة، وسوَّروه بالعمل والعلم والعبادة ومحبَّة النَّاس.
ما أنْبلَ سجايا أهلِ الخلق الحسن عندما يشْعرون بالمحتاجين فيمدُّون لهم يدَ العوْن، ويحسُّون بالمجْروحين والمكْروبين فيواسونَهم، ويحسُّون بالمتخاصمين فيصْلحون بيْنهم!
يُشاركون النَّاس أفراحَهم، سواء أأرسلتْ إليهم بطاقات دعوة أم لَم تُرْسل، يتجوَّلون فوق خارطة الحياة بحريَّة وإنسانيَّة فيتجاوزون حدود العصبيَّة والقرابة، ويقفزون فوق أسوار العِرْق والجنس واللون، يهتدون بأنوار الله، ويستظلُّون برحمة الله ورضاه، تحفِزهم نفوس تنبض بالطُّهر، وقلوب مبصرة تتكلَّل بالصدْق.
يتمنَّون الخير لجيرانِهم فيجدونهم في ديارهم، ويدْعون لإخوانهم بالخير والعافية فتمطرُهم سحائب الخير قبل إخوانِهم.
هم رئة الكون الواسعة، ونهر الخير المعطاء الَّذي يجري في القفار فيروي ظمأَها ويزيِّنها بالخضرة، هُم الشَّواطئ الليِّنة التي تمتصُّ غضبة البحار والمحيطات، والجبال التي تَحتمل ثورات البراكين وانتِفاضات الزلازل، والنَّسمات التي تبدِّد الدخان من فوْق أعشاش الطيور وأسراب الفراش.
يعْملون لله، ويعودون المرْضى لله، ويبتسِمون لوجه لله، همُّهم رضا الخالق، يدعون في الليل لينام النَّاس آمنين مطمئنِّين، ويعملون بجد في النَّهار ليسير مركب الحياة بأمان ويسر.
دمتم في رعاية الله
تتفاضل الزُّهور بِرائحة العطر، ويَتفاضل الشُّعراء باتِّساع الخيال وحُسْن توْظيف الأبجديَّة، ويتفاضل العُلماء بالإخْلاص، وتتفاضل الغِيد بالحُسن والحسَب والدِّين، ويتفاضَل الرِّجال بِمكارم الأخْلاق.
وإنَّ أشدَّ ما يؤثِّر في النَّاس ويستحْوِذ على إعجابهم جَمال الخلُق، الذي يزين الإنسان بتيجان المهابة، وروْعة السَّمت الرَّائق.
يَرفع حسن الخلق أناسًا ليْسوا من أهل الثَّراء والحسب، ويَضع سوءُ الخلُق آخرين يتقلَّبون في النَّعيم، وينحدِرون من أنبل وأشْرَف الأصول.
إنَّ تأثير الكلِمة الطَّيِّبة، والبسْمة الصَّافية، واللِّقاء المفْعَم بالرُّوحانيَّة - أبْلغ في قُلوب النَّاس من خُطب السلاطين الرنَّانة، ومن ولائم المتْرفين العامرة، ومن مجامَلات الزُّعماء.
جُبِلَت النفوس على الخير فلا تتقبَّل غيره، وطبِعَتْ على المحبَّة والبساطة فلا تأْلَفُ سواهُما.
إنَّ حُسن الخلق فيضٌ ربَّاني يَملأ الخالق به نفوسَ الأصفياء، ونفحة علويَّة يهَبُها لِمن يحب من خلقِه.
يزيِّن الناس مجالسَهم بأحادِيث أهل الخلق الحسن، ويتناقلون مواقفَهم الرَّائدة كما تتناقل النسمات الرقيقة شذا الورْد.
تكْتسي الدنيا بالرَّوعة من إشراقات نفوسهم، وتصفِّق السحب فرِحة بمرآهم فتجود بالغيث النَّافع.
يعزِفون ألحان النُّبْل على أوتار الخير، فتشدو عصافير المحبَّة وتتراقص بين يدي الخمائل، كما تتراقص الأشرِعة بين يدي المراكب التي تقلُّ القلوب المشتاقة.
طابَ لهم علوُّ نفوسهم التي تتربَّع فوق الجوزاء، فتنافس القمر بالسطوع، والشَّمس بالدفء، والبحر بالعطاء.
إنَّ ما يَملكونه لهو أنفَس من الياقوت والألماس، كيف لا يكون نفيسًا وهو غذاء للروح الَّتي هي جوهر الحياة، وغذاء للوجدان الَّذي هو أرَج النفس؟!
إنَّه لنفيسٌ حقًّا لأنَّه بلسم يشفي بإذن الله، ووشيجة تؤلِّف بين القلوب، وشجرة تنشر الفيء لتظلَّ العابرين.
ما أرْوع أن نقِفَ في الطَّريق المزدحم ليمرَّ كبار السن، ونتأخَّر خطوة ليسبقنا الآخرون، ونبادر إخوانَنا بالبسْمة والسَّلام!
ما أجْمل أن نحبَّ النَّاس ونحترمهم، نُعْطيهم بدل أن نأخُذ منهم، نُبادرُهم بالزِّيارة بدل أن ننتظِر زيارتهم، نكتُب على الرمل زلاَّتِهم، ونحفِر فوقَ الصَّخر محاسنِهم، نفعَل أشياء تدخل السُّرور على قلوبِهم، ونكتُب سطورًا تعلِّمهم، وننظم أشْعارًا ترتقي بذوْقِهم اللغوي!
إنَّ حاجة الإنسان لحُسْن الخلق كحاجة الطَّير الحبيس للأفُق، وحاجة الأرْض للمطر، وحاجة الطِّفْل للأم.
يزْهو المجتمع بِحُسن الخلق ويقْوى ويتماسك، ويَبني لنفسِه مجدًا ومهابةً بين المجتمعات الأُخْرى.
أدْرك هؤلاء الرَّائعون أنَّ أعمارهم شجرةٌ في خَميلة الحياة فغرسوها في أخْصب تربة، وفهِموا أنَّها رسالة فصاغوها من أرقِّ البيان وأجمل الكلم، وعلموا أنَّها بيت فشادوه من لبنات الإخلاص وفرشوه ببسط المحبَّة وزينوه بالمعرفة، وسوَّروه بالعمل والعلم والعبادة ومحبَّة النَّاس.
ما أنْبلَ سجايا أهلِ الخلق الحسن عندما يشْعرون بالمحتاجين فيمدُّون لهم يدَ العوْن، ويحسُّون بالمجْروحين والمكْروبين فيواسونَهم، ويحسُّون بالمتخاصمين فيصْلحون بيْنهم!
يُشاركون النَّاس أفراحَهم، سواء أأرسلتْ إليهم بطاقات دعوة أم لَم تُرْسل، يتجوَّلون فوق خارطة الحياة بحريَّة وإنسانيَّة فيتجاوزون حدود العصبيَّة والقرابة، ويقفزون فوق أسوار العِرْق والجنس واللون، يهتدون بأنوار الله، ويستظلُّون برحمة الله ورضاه، تحفِزهم نفوس تنبض بالطُّهر، وقلوب مبصرة تتكلَّل بالصدْق.
يتمنَّون الخير لجيرانِهم فيجدونهم في ديارهم، ويدْعون لإخوانهم بالخير والعافية فتمطرُهم سحائب الخير قبل إخوانِهم.
هم رئة الكون الواسعة، ونهر الخير المعطاء الَّذي يجري في القفار فيروي ظمأَها ويزيِّنها بالخضرة، هُم الشَّواطئ الليِّنة التي تمتصُّ غضبة البحار والمحيطات، والجبال التي تَحتمل ثورات البراكين وانتِفاضات الزلازل، والنَّسمات التي تبدِّد الدخان من فوْق أعشاش الطيور وأسراب الفراش.
يعْملون لله، ويعودون المرْضى لله، ويبتسِمون لوجه لله، همُّهم رضا الخالق، يدعون في الليل لينام النَّاس آمنين مطمئنِّين، ويعملون بجد في النَّهار ليسير مركب الحياة بأمان ويسر.
دمتم في رعاية الله
أفنـان عبد الرحمن- عدد المساهمات : 6
تاريخ التسجيل : 24/09/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة يونيو 28, 2019 2:32 am من طرف Admin
» مواقيت الصلاة
الثلاثاء نوفمبر 14, 2017 8:25 am من طرف Admin
» تقييم الأداء
الجمعة فبراير 24, 2017 9:55 am من طرف Admin
» مجله النور
الخميس نوفمبر 26, 2015 9:19 am من طرف Admin
» أجمل كتاب قواعد
الخميس مايو 21, 2015 9:30 am من طرف Admin
» ثانية ثانوي
الأربعاء مايو 20, 2015 6:13 am من طرف Admin
» امتحان السودان 2014
الخميس مايو 15, 2014 1:24 pm من طرف Admin
» أبناؤنا مستقبلنا ... !
السبت يونيو 22, 2013 2:42 pm من طرف M/ A.el shabrawy
» هـــــــــــــــل تعــــــــــــــــــلم ؟
الثلاثاء فبراير 12, 2013 9:26 am من طرف M/ A.el shabrawy